شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
130956 مشاهدة
أطيط السماء لكثرة ما بها من الملائكة

...............................................................................


ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك قائم أو راكع أو ساجد أي أن هذه السماوات مع سعتها قد ملأها الله تعالى بهؤلاء الملائكة، وأن كل نوع منها ففيه ملك يعبد الله تعالى ذكر أن بعضهم قد خلقه الله لعبادته، فمنهم سجود منذ أن خلقوا حتى تقوم الساعة، وهم سجود يسبحون الله ويكبرونه ويعظمونه، وإذا بعثوا يوم القيامة قالوا: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك غير أنا لم نشرك بك شيئًا.
إذا عرفوا عظمة ربهم سبحانه علموا أن عبادتهم قليلة بالنسبة إلى ما يستحقه عليهم، وهكذا كل العباد الذين من البشر أو من الجن أو من الملائكة كلهم يحتقرون عباداتهم إذا رأوا عظمة الخالق تعالى، ورأوا ما هم فيه من نعم الله تعالى عليهم ومن عظمة ربهم سبحانه وتعالى علموا أن عبادتهم قليلة فيستأذنون ويقولون: ائذن لنا بالسجود يقول: إن هذه الدار يعني: الدار الآخرة ليست دار تكليف فمن عظمة الله تعالى أنه خلق العرش ثم استوى على العرش قال الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .
ذكر الله تعالى الاستواء على العرش في سبعة مواضع من القرآن وذكر في سورة هود قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أي: قبل أن يخلقها أو بعد أن خلقها فعرشه على الماء سمعنا أن ابن عباس سئل : الماء على أي شيء العرش مستو على الماء، والماء أي شيء يمسكه؟ فقال: على متن الريح. أي أن الله خلق هذه الريح القوية وجعل من قدرته أنها تمسك الماء حتى لا يهرب حتى لا يتزعزع وهو قادر على أن يخلق ما يشاء كيف يشاء.